شهدت الجولة الثانية من مرحلة الدوري لبطولة دوري أبطال أوروبا مباراة قوية ومثيرة، انتهت بالتعادل الإيجابي (2-2) بين بطل إنجلترا مانشستر سيتي ومضيفه موناكو الفرنسي على ملعب “لويس الثاني”. ورغم إهدار نقطتين ثمينتين في اللحظات الأخيرة، أعرب الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني للسيتي، عن رضاه العام عن الأداء الذي قدمه فريقه.
ملخص المباراة: ثنائية هالاند لم تكن كافية
جاءت أهداف المباراة من نصيب النجم النرويجي إيرلينج هالاند الذي سجل ثنائية لمانشستر سيتي، مواصلاً تألقه اللافت في البطولة الأوروبية. ورغم تقدم السيتي مرتين، نجح موناكو في العودة والتعادل بفضل هدفين: الأول جاء من ركلة حرة نفذت ببراعة (سجلها جوردان تيزيه)، والثاني والأكثر إثارة للجدل جاء في الدقائق الأخيرة من ركلة جزاء (سجلها إيريك داير).
سيناريو الأهداف:
- مانشستر سيتي: هدفان عن طريق إيرلينج هالاند.
- موناكو: هدف التعادل الأول جوردان تيزيه (من ركلة حرة مباشرة أو ركلة ثابتة)، وهدف التعادل الثاني إيريك داير (من ركلة جزاء).
تصريحات جوارديولا: رضاً فني وانتقاد للكرات الثابتة
عقب اللقاء، أكد بيب جوارديولا أن فريقه قدم مباراة جيدة من الناحية الفنية والتكتيكية، لكنه أشار إلى نقاط ضعف محددة كلفتهم الانتصار:
1. تحليل الأداء مقابل النتيجة:
أعرب جوارديولا عن رضاه عن أداء فريقه، مؤكداً: “قدمنا مباراة جيدة للغاية. نحاول دائماً صناعة المزيد من الفرص وتلقي القليل، وهذا ما حدث الليلة. لديهم لاعبين سريعين جداً، ومع ذلك لم نمنحهم الكثير من الفرص وخلقنا العديد، لذلك أنا راضٍ رغم أننا كنا قريبين من الفوز”.
2. ضعف الدفاع في الكرات الثابتة:
شكلت الأخطاء الدفاعية في التعامل مع الكرات الثابتة مصدر قلق لجوارديولا. وأضاف المدرب الإسباني: “لم ندافع بشكل جيد في الكرة الثابتة، ومن خلالها استقبلنا ركلة الجزاء. في كرة القدم النتيجة هي ما يحسم، لكن إذا حللنا الأداء، فالكثير من الأمور كانت إيجابية. خطوة بخطوة سنتحسن أكثر”.
3. مفاجأة تكتيك الخصم:
اعترف جوارديولا بأن موناكو فاجأه بأسلوبه، حيث لعب الفريق الفرنسي بـأسلوب دفاعي عميق ومنظم، وهو ما لم يكن متوقعاً منه بالنظر إلى طريقة لعبه المعتادة في الدوري الفرنسي.
4. الإشادة بالنجوم الشباب:
خص جوارديولا بالذكر أداء النجم الإنجليزي الشاب فيل فودين في الشوط الأول، مشيداً بمساهمته الفعالة.
5. المضي قدماً:
خلص جوارديولا إلى أن الفريق “سيأخذ النقطة ويمضي قدماً”، معتبراً التعادل خطوة في مرحلة المجموعات الصعبة. كما أفادت تقارير لاحقة بأنه أبدى انزعاجه من قرار حكم الساحة (الإسباني) باحتساب ركلة الجزاء، مشيراً بسخرية إلى “الحكام الإسبان” دون الخوض في تفاصيل القرار.
التشكيل الأساسي لمانشستر سيتي في المباراة
لعب مانشستر سيتي المباراة بالتشكيلة الأساسية القوية التالية (قد تختلف تفاصيل الأدوار حسب التكتيك):
المركز | اللاعب |
حراسة المرمى | جيانلويجي دوناروما |
خط الدفاع | جون ستونز، روبن دياز، يوشكو جفارديول |
خط الوسط | نيكو أوريلي، رودري، برناردو سيلفا، تيجاني رايندرز |
خط الهجوم | فيل فودين، جيريمي دوكو، إيرلينج هالاند |
وضع المجموعة بعد التعادل
بهذا التعادل، رفع مانشستر سيتي رصيده إلى 4 نقاط بعد فوز وتعادل، مما يجعله في وضع جيد في جدول ترتيب مرحلة الدوري. بينما حصل موناكو على نقطته الأولى، مما يؤكد أن المنافسة ستكون محتدمة في الجولات القادمة. ورغم فقدان نقطتين، يبقى الأداء الذي وصفه جوارديولا بـ”الجيد” هو النقطة الإيجابية التي سيعمل عليها الفريق للمضي قدماً في مشواره نحو اللقب الأوروبي.
ردود الفعل: هالاند يعترف بالنقص وغضب جوارديولا من التحكيم
لم تقتصر ردود الفعل على المدرب بيب جوارديولا وحده؛ بل عبر هداف الفريق، إيرلينج هالاند، عن إحباطه من فقدان الفوز، بينما ألقت ركلة الجزاء المتأخرة بظلالها على الأجواء العامة.
هالاند: “الأداء لم يكن جيداً بما فيه الكفاية”
رغم تسجيله لهدفي فريقه، أكد النجم النرويجي إيرلينج هالاند أن مجرد تسجيل الأهداف لا يكفي في دوري الأبطال. وفي تصريح صريح بعد المباراة، اعترف هالاند بأن مستوى الفريق في المجمل كان أقل من المطلوب، خاصة في الشوط الثاني:
- انتقاد ذاتي: صرح هالاند: “الأداء ليس جيداً بما فيه الكفاية، يجب أن نحاول الفوز بالمباراة التالية، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله”.
- نقص الطاقة: أشار إلى أن الفريق بحاجة إلى “مزيد من الطاقة” والاندفاع خاصة بعدما نجح موناكو في تعديل النتيجة في وقت متأخر.
جدل ركلة الجزاء: جوارديولا “ليس لديه ما يقوله للحكام الإسبان”
كانت نقطة التحول والجدل الرئيسية هي ركلة الجزاء التي احتسبت لموناكو في الدقيقة الأخيرة، وسجلها المدافع الإنجليزي إيريك داير.
تفاصيل اللقطة المثيرة للجدل:
- احتسب الحكم ركلة الجزاء بعد اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR).
- اللقطة أظهرت أن لاعب مانشستر سيتي، نيكو جونزاليس (الذي دخل بديلاً)، رفع قدمه عالياً لمحاولة تشتيت كرة عرضية من ركلة حرة، لكنه اصطدم بوجه المدافع إيريك داير الذي كان يحاول الوصول للكرة.
- الاحتجاج كان كبيراً بين لاعبي سيتي؛ حيث رأوا أن جونزاليس لم يقصد إصابة الخصم، وأنه لمس الكرة أولاً قبل الاحتكاك بداير.
رد فعل جوارديولا الغاضب:
تجنب بيب جوارديولا التعليق المباشر على قرار الحكم، لكنه لم يخفِ غضبه من خلال إشارة سريعة وحادة إلى جنسية الحكم الإسباني (خيسوس جيل مانزانو):
- عندما سُئل عن رأيه في ركلة الجزاء، قال جوارديولا بلهجة لا تخلو من السخرية: “ليس لدي ما أقوله للحكام الإسبان”.
- أعادت هذه العبارة التذكير بالعلاقات المتوترة التي كانت تجمعه في السابق بحكام إسبان آخرين في دوري الأبطال، مشيراً إلى شعوره بأن القرار كان قاسياً ومكلفاً.
خلاصة النقطة الأوروبية:
ورغم الرضا العام لجوارديولا عن خلق الفرص والسيطرة على الاستحواذ (حيث تجاوز استحواذ سيتي 70%)، فإن الفشل في الدفاع عن الكرات الثابتة وعمق دفاع الخصم الذي فاجأهم، إضافة إلى القرار التحكيمي المتأخر، جعلت من فوز كان في المتناول نقطة واحدة فقط.