ريمونتادا مثيرة.. باريس سان جيرمان يخطف فوزًا ثمينًا من برشلونة في “الكامب نو”

ريمونتادا مثيرة.. باريس سان جيرمان يخطف فوزًا ثمينًا من برشلونة في “الكامب نو”

شهدت ليلة الأربعاء مباراة من العيار الثقيل والندية المعهودة بين عملاقين أوروبيين، حيث تمكن نادي باريس سان جيرمان من تحقيق انتصار ثمين ومثير بنتيجة 2-1 على مضيفه برشلونة، ضمن منافسات مرحلة المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. لم تكن هذه مجرد ثلاث نقاط، بل كانت إثباتًا لقوة الشخصية الباريسية وقدرتها على التغلب على الصعاب، محققة فوزًا خارج الديار على ملعب “الكامب نو” رغم الغيابات العديدة التي عصفت بصفوف الفريق.

بداية هجومية كتالونية وهدف السبق

بدأت المباراة بضغط مبكر وواضح من جانب الفريق الكتالوني، برشلونة، الذي سعى لاستغلال عاملي الأرض والجمهور في مطلع اللقاء. لم يتأخر هدف التقدم كثيرًا، ففي الدقيقة 19، تمكن برشلونة من فك شفرة دفاعات سان جيرمان. جاء الهدف إثر تمريرة متقنة ومدروسة من ماركوس راشفورد عبر منطقة الجزاء، لتجد فيران توريس الذي أظهر ذكاءً كبيرًا في كسر مصيدة التسلل. لم يتردد توريس في وضع الكرة مباشرة في شباك الحارس الشاب لباريس سان جيرمان، لوكاس شوفالييه، معلنًا عن تقدم أصحاب الأرض بهدف نظيف.

تحدي الإصابات.. كيف رد “البي إس جي”؟

كانت التوقعات تميل لصالح برشلونة بالنظر إلى قائمة الغيابات المدوية في صفوف الفريق البجيكي، حيث افتقد سان جيرمان لجهود قائده المخضرم ماركينيوس في الخط الخلفي، والأهم من ذلك، غياب الثلاثي الهجومي الأساسي والمرعب: الفائز بالكرة الذهبية عثمان ديمبيلي، النجم الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، والموهبة الصاعدة ديزريه دوي.

لكن “البي إس جي” أثبت أن لديه عمقًا في التشكيلة وشخصية لا تلين. فبعد الهدف الكتالوني، استعاد الفريق الفرنسي زمام المبادرة وبدأ في فرض سيطرته تدريجيًا على مجريات اللعب، مستغلًا سرعة أجنحته الشابة.

لمسة الشاب “مايولو” تعيد التعادل

جاءت ترجمة السيطرة الفرنسية في الدقيقة 38 بهدف التعادل المستحق. كان مهندس الهدف هو الظهير الأيسر السريع نونو مينديز، الذي قام بانطلاقة فردية مذهلة من الجهة اليسرى، متجاوزًا ببراعة ثلاثة مدافعين من دفاع برشلونة. ثم مرر مينديز كرة حاسمة إلى الشاب الصغير سيني مايولو (19 عامًا)، الذي لم يتردد في تسديدها بدقة ونجاح في الزاوية السفلية لمرمى برشلونة، ليعيد المباراة إلى نقطة البداية بهدف التعادل 1-1 قبل نهاية الشوط الأول.

ضغط متزايد ونهاية درامية

شهد الشوط الثاني تنافسًا محتدمًا مع أفضلية نسبية لباريس سان جيرمان الذي بدا أكثر تصميمًا على الخروج بالنقاط الثلاث. وفي الدقيقة 83، كاد البديل الكوري الجنوبي كانج-إن لي أن يمنح فريقه التقدم بتسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء، لكن الحظ عاند اللاعب وارتدت كرته بتهديد من القائم، لتضيع فرصة هدف محقق.

راموس يكمل المهمة بخطف هدف الفوز القاتل

لم ييأس الفريق الباريسي، واستمر في البحث عن هدف الانتصار حتى اللحظات الأخيرة. وكما هي عادة المباريات الكبيرة، جاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 90 من عمر المباراة. إثر هجمة مرتدة سريعة وخاطفة، لعب الظهير المغربي أشرف حكيمي دورًا محوريًا، حيث أرسل كرة عرضية متقنة ومُعدّة على طبق من ذهب نحو منطقة الجزاء. كان في استقبالها البديل الآخر، المهاجم البرتغالي جونسالو راموس، الذي لم يجد صعوبة في إسكان الكرة الشباك من مسافة قريبة، ليُسجل هدف الفوز القاتل الذي أشعل دكة البدلاء والاحتفالات الباريسية.

بهذا الفوز، يضع باريس سان جيرمان ثلاث نقاط مهمة في رصيده خارج أرضه، مؤكدًا أنه منافس قوي على لقب البطولة الأوروبية رغم الغيابات، بينما يتوجب على برشلونة إعادة تقييم أدائه وفعاليته الهجومية والدفاعية في المرحلة القادمة من البطولة.

مقالات ذات صلة